كسر الحلقه المُفرغه... ووضع نهج جديد للتعامل مع واقع أليم
حرره في مدريد 21 شاخامس 2014 عبده التونسي / العربي
إن اردت بيجاز تلخيص ما قدمته من محاضره موضوعيه و واقعيه و دراسيه السيده حنين الزعبي امس الثلاثاء 20 شاخامس 2014 في مدريد، يمكننا فهم عنوان هذه المقاله. لقد وضعت السيده الزعبي ضمن إطار الفهم الكوني لقضية إنسانيه مكانها السياسي في عالم اصبحت به حقوق الإنسان عرضه للتدول المزيف على حساب مصالح عنصريه بحته و حصرت المثل الاعظم في الصهيونيه.
المحاضره يمكنها بكل موضوعيه ان تكون محور دراسه علميه لوضع مخطط خالي من شؤاب الماضي لكسر الحلقه المفرغه والتي منذ إتفاقيات اسلو تدور بها القضيه الفلسطينيه والتي مع كل دوران تفقد فلسطين اراضي وتُنزع من اهلها الهويه وهو ما الحت عليه الزعبي، والذي هو ضمن المخطط الصهيوني لطرد الفلسطنيين ومحي الهويه العربيه الفلسطينيه لفلسطين.
ما جاد ووجد في تسليط الزعبي الضوء على اصل الكارثه الفلسطينيه من إغتصاب و ليس إحتلال هو العوده إلى نقطة البدايه لهذه النكبه. اي اننا إن تعاملنا وكما طُلب منا مع الكيان الصهيوني على اساس انه دوله تحترم حقوق ألإنسان، هذا يعني اننا قد وقعنا في فخ مصيدة الصهيونيه لوضع أداتها المفرغه من كل مضمون إنساني على قدم و ساق مع الدول المتحضره والتي لا تجرء على نص ولو قانون واحد ضد حقوق الإنسان، بينما الدوله الصهيونيه وفي قوانينها الاساسيه هناك اكثر من خمسون نص عنصري.
جاءت السيده الزعبي لتضع القطعه الناقصه في كل محور للنقاشات والمحادثات والدراسات الموجهه، وهي حال الاهل داخل الخط الاخضر وكيف اُخرجوا من المعادله الفلسطينيه وشعور البعض نحوهم وكانهم غرباء. هذا بالإشاره على انهم عرضه لكل انواع الإتهاض والعنصريه الصهيونيه. واوضحت جوانب من حياتهم اليوميه والتي تتلخص بفرض القيود عليهم لطردهم من 15% من اراضي فلسطين التي هم محصورون بها وبهذا يكتمل المخطط الصهيوني لإقتلاع الفلسطينيين من بلادهم.
التاكيد على صهيونية دولة إسرائيل وعلى انها اداة وليست جسم صهيون، حيث ان الجسم يكمن في الفكر الصهيوني، ينقلنا إلى عالم التسلط والإبتزاز لغايات ابعد من إحتلال ارض، بل يضع الإنسانيه امام نهج تدميري لحقوق الإنسان، ومن الامثله التي قالتها: "ان الصهيونيه زرعت في العقول ان دولتها هي دولة ديمقراطيه" بينما حقيقة الواقع وهو ما شددت عليه الزعبي، ان هذه الدوله هي عنصريه بحته و يجب التعامل معها على هذا الاساس كي يكون هناك رفض عالمي، كما حدث لجنوب افريقيا العنصريه. الجلوس على طاوله المحادثات مع هذا الكيان يعني الإعتراف به كما يزعم بانه "دوله ديمقراطيه" واوضحت هذا في سردها لتاريخ المفاوضات الفلسطينيه/الإسرائليه.
اعود إلى عنوان هذه المقاله "كسر الحلقه المفرغه... ووضع نهج جديد للتعامل مع واقع أليم" و انهي بان ما لم ينظر الفلسطيني وما لم تنظر الفلسطينيه لواقع الحال من منظار الكل و ليس الفرد او الجماعه، لن يستطيعوا الفلسطينييون كسر هذه الحلقه ووضع نهج جديد يُعيد القضيه الفلسطينيه إلى نقطة الصفر وهي ان البلاد ،كامل البلاد، اُغتصبت من قبل جماعة عنصريه اتت من الخارج لطرد الفلسطيني وإحلال مكانه مجموعات بشريه مختلفه والعامل المشترك بينها هوالعنصريه الصهيونيه.
إلى ان ارى اهلي الفلسطينيين في حلة من شؤاب التفرقه و اكثر من عشرون عاماً في دواران اسلو، لن استطيع التفائل بمستقبل مُنير، بل على العكس تماماً سيكون اكثر ظلاماً وضياعاً للهويه والارض لا قدر الله.
حنين فاروق الزعبي محاضرة وعضو البرلمان الأسرائيلي "الكنيست" كأول إمراة تتبوء هذا المكان ضمن حزب و قائمة عربية حيث ادرجت في المكان الثاني ضمن قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي ، ولدت في 23 آيار مايو من العام 1969 في مدينة الناصرة/المُغتصبه .
No hay comentarios:
Publicar un comentario